وَلدي
العزيز ...
إني لأبعثُ مِن قَلمي هَذا مشاعرَ مِن أشواقٍ عَجزتُ عَن كتابتها ، أشواق فاقَت
عَنانَ السَّماءِ وَتغنّت بِها نَغماتُ الطُّيور ، باعثةً ما يَجولُ من حبٍّ في داخلي إليك .
أستذكركَ طفلاً وَالبراءةُ تَرسمُ عَلى جبينكَ لوحات مِن عشقِ الأمّ لوَلدها ، أستذكرُ مراحلَ حياةٍ مُفعمةٍ بالأملِ لوُجودك ، لتكبرَ وَ تكبر معكَ حِكايات آمالٍ مُتجدّدة .
حكاياتٌ مِن حُب وَحنان أرادوا أن يَجعلوها سُطوراً من ألمٍ لشعبٍ لَم يَعرف
يوماً الملل ، شعبٍ مثّل العجزَ بصمودهِ صفحاتٍ هاوية لا يُناظرها أحد .
سَجنوكَ وأبعدوكَ مُصوّرينَ بمُخَيلتهم بأنّ ذاكَ سيُضعفُ عزيمةَ أم وشعب , طفلٍ وطفلة ! وطن وعلم !
لا يُدركونَ بأنّ قيدهم يزيدكُم صُموداً ، جاهلينَ بأنَّ الحقَّ يتغلبُ على
ظلمِ السجّان ، فاصبر وَلدي واصمد في وجهِ الطُغاة فما ضعُف مَن كانَ في روحهِ حَنانُ أم
وَمحبةُ وَطن .
ستعودُ يوماً إلى حضنِ أمك , سيرسُمُ صُمودَكم أطيافَ العِلمِ على صفحاتِ التاريخ و ستُشرقُ شمسُ الحرية مِن بين غيوم الاستيطان , فلتكُن عَلى ثقةٍ بأنّ الظلمَ زائل ، وبأنّ الليلَ لابدّ أن يَنجلي ولابدّ للقيد أن يَنكسر .
دُعائي لكُم بالثّباتِ وَرجائي مِن الله سُبحانهُ بأن يحفظكُم لي وَلتعودوا سَالمين إلى أحضانِ وَطنكم ، والدتك المُشتاقة
( أُحبّك ولدي )
بـ قلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق