05‏/11‏/2013

" شَغَفُ أُنثى " | الجزء الثاني



شغَفُ أنثى
الجزء الثاني
ولاء مخلوف

مَضى يومان على ذلك الموقف ، جلست ميرا تشربُ القهوة على المقعد الجامعيّ ، وفجأة أغمضَ أحدهم عيناها ، حرّكت ميرا رأسها على عجل ..

-          ايماااان أهذهِ أنتِ !!
·         ههههههه ومن ستكونُ يا غبية
-          لم أركِ منذُ مدةٍ طويلة !
·         أعلمُ ذلك كنتُ في انغزال عن المجتمع باكمله ؟
-          لماذا .. ماذا حصل ؟
·         لا شيء ، تركتُ حبيبي السابق ..
-          مَن ؟
·         مدحت ألا تذكرينه لقد رأيت صورته عندما قدمت إلى منزلي
-          ها تذكرت ،
·         لقد كان شابا حقيرا يريد التسلية فقط ، وعدني بالزواج وبالكثير ولقد رأيته منذ شهرين ، برفقة فتاة جديدة ،
-          وماذا فعلتِ
·         لا شيء لم أعُد أكلمه منذ ذلك اليوم ، ولأنني كنت متيمةً به للغاية ، أصبت بصدمة شديدة ..
-          أكملي
·         وبعد ذلك الحديث بأسبوع رن رقم غريب على هاتفي ، أجبت بشكل طبيعي حتى أتى صوته ،لقد كان يستفزني ذلك الحقير ، ويريد مبلغاً من المال مقابل أن يعيدَ لي صوري التي كانت بحوزته مع أنها جميعها بالحجاب ولأتفادى ذلك ، وأُبعد ذلك المجنون عن طريقي ، قمت بوضع صورتي في الحجاب على صفحتي على الفيس بوك وهكذا لن يستطيع استفزازي ولن يقول أي شيء لأن صورتي منشورة أصلاً هُناك ، كلّمني مرةً أخرى ليحاولَ استفزازي من جديد ، إلا أنني لم أُجب ، وهكذا انتهت قصتي وانتهيتُ من ذلك المدعوّ مدحت .. ومنذ أسبوعين فقط خرجت من عزلتي وعدت إلى حياتي الطبيعية
-          الحمدلله أنكِ بخير ، خذي حذرك ، معظم الشباب يودون التسلية ليسَ أكثر .
·         حسناً ميرا يجب أن أذهب حان وقت محاضرتي
-          إلى اللقاء يا حلوه .
وما أن تركَتني حتى أخذتُ هاتفي واتصلتُ بإسراء
-          أينكِ يا فتاة ؟؟
·         برفقة مدحت .
-          حيناً أُريد رؤيتك للضرورة القصوى ، أخبريه بأي عذرٍ وتعالي حالاً
·         أنا قادمة .
جلستُ أنتظرها وبعدَ رُبع ساعة ، حضرتْ إسراء
·         ماذا هُناكَ ميرا ؟ أجلتُ موعداً مهماً مع مدحت لأجلك ..
-          اجلسي سأُخبرك شيئاً مُهماً ..
وبدأتْ ميرا تتلو الأحداث ، وإسراء تُبدي صدمتها كلما تحدثت ميرا أكثر .
وبعدَ كلّ ذلكَ الحديث ،
·         نطقت إسراء وما دليلك على ذلك ؟؟
-          هل أنت مجنونة وبعد كل ذلك تريدينَ إثبات ؟؟
·         ربّما صديقتك تكذب في ذلك .
-          ولكنني أثقُ بها .. من المستحيل أن تكذب علي .
·         حسناً ، أودّ رؤيتها إذاً .
-          إسراء ماذا حدث لك ؟؟!!
·         أحبّه يا ميرا .. كيفَ لي أن أُصدّق هذا الكلام وأتركه .
-          حسناً سأتدبّر لقاءاً بينك وبين صديقتك ، أو حتى مُكالمة هاتفية ثم افترقتا .
في صبيحة اليوم التالي ، اتصلتُ بايمان ، وأخبرتُها عن الكلام بيني وبين صديقتي إسراء ..
# حذّريها يا ميرا ، هذا الشاب مُخادع ، سوف يتركها بعدَ أن يحصل منها على اي شيء ، بإمكانه استفزازها به .
-          هل بإمكاني أن أطلبَ منكِ خدمة .
# نعم تفضلي ..
-          حدّثيها أنتِ أرجوكِ ، فلم أشعر أنها اقتنعت بكلامي ، تُريد دليلاً فالحب أعمى قلبَها .
# حدّدي موعداً بيننا نحنُ الثلاثة ، لا مشكلة عندي لا أُريدُ أن تتفاقمَ أمورها كمثلي .
-          حسناً ايمان ، غداً الساعة الثانية ، في مطعم الجامعة .
# ان شاء الله .

اتصلتً بإسراء ، وقلتُ لها ..

أراكِ غداً الساعة الثانية في مطعم الجامعة ، ستحضرُ صديقتي لتخبرك القصة بنفسها .

 كنتُ أنتظرُ الموعد بفارغ الصبر لكي أُنقذ صديقتي ، في اليوم التالي توّجهتُ للمطعم ، كانت ايمان تنتظرني هناك ، جلستُ معها ، وفجأة ومن ورائها جاءت إسراء ، ولكن ليسَ لوحدها ، كان برفقة مدحت ، وقفتُ سريعاً ..

لقدْ جُنّت اسراء بكل تأكيد !!
شاهَدت ايمان ملامح الصدمة على وجهي والتفتت للخلف ، لم تُصدم ايمان كمثلي ، يبدو أنها تخلّصت من كلّ مشاعرها مع ذلك الشاب ، وتجاوزت الأزمة .
أما مدحت ، فلقد كان في وضعٍ يُرثى لهُ ، احتقنُ وجههُ بالدّماء ، وحاول أن يستأذن من إسراء ليُغادر ..
أمسكت إسراء بيده ثم أتت به إلى الطاولة ..
ولكي تُقنع ايمان صديقة ميرا بأن جميع ما سمعته صحيح ، وقفت بكلّ شجاعة ونطقت .
# كيفَ حلك مدحت ؟؟
8 بخير شُكراً
·         هل تعرفينه يا فتاة ؟
# نعم إنه صديقي أو حبيبي القديم .. ألم تروي لها القصة مدحت ؟
·         ما هي تلكَ القصة مدحت أخبرني
·         وبلا أي كلمة تركَ مدحت يد اسراء وغادر .

جَلَسَت إسراء وعلامات الصدمة على وجهها ، ردّة فعل مدحت هي دليل على أنه مذنب وعلى أن كلام ميرا صحيح .
قالت ايمان مخاطبةً إسراء ، الحمدلله أنك اكتشفتِ ذلكَ سريعاً ، بالنسبة لي استغرقت وقتاً أطول ، حتى اكتشفتُ حقيقتة .

كانت الدموع تملؤُ عينيّ إسراء ، اقتَرَبَت منها ميرا لتُحاولَ تهدأتها ، إلا أن إسراء استأذنت وغادرت .

في تلكَ الليلة ، لم أنَم وانا أُفكّر في اسراء وحالتها ولكنني على يقين أنها فتاة قويّة وستتجاوزُ ذلك .

الجزء الثالث بعدَ غد بإذنه تعالى

تنويه : 1 ) الأسماء في القصة لا تمتّ للواقع بصلة ، ضربٌ من الخيال .
          2) شُكراً لزوجي الذي ساعدني في بعض الأفكار .
          3) ملاحظاتكم وآرائكم أستقبلها هُنا وعلى صفحة الفيس والبلس ، فلا تحرموني .





0 التعليقات:

إرسال تعليق