شغَفُ أنثى
الجزء الثاني
ولاء مخلوف
مَضى يومان على ذلك الموقف ، جلست ميرا تشربُ القهوة على المقعد
الجامعيّ ، وفجأة أغمضَ أحدهم عيناها ، حرّكت ميرا رأسها على عجل ..
-
ايماااان
أهذهِ أنتِ !!
·
ههههههه
ومن ستكونُ يا غبية
-
لم أركِ
منذُ مدةٍ طويلة !
·
أعلمُ
ذلك كنتُ في انغزال عن المجتمع باكمله ؟
-
لماذا ..
ماذا حصل ؟
·
لا شيء ،
تركتُ حبيبي السابق ..
-
مَن ؟
·
مدحت ألا
تذكرينه لقد رأيت صورته عندما قدمت إلى منزلي
-
ها تذكرت
،
·
لقد كان
شابا حقيرا يريد التسلية فقط ، وعدني بالزواج وبالكثير ولقد رأيته منذ شهرين ،
برفقة فتاة جديدة ،
-
وماذا
فعلتِ
·
لا شيء
لم أعُد أكلمه منذ ذلك اليوم ، ولأنني كنت متيمةً به للغاية ، أصبت بصدمة شديدة ..
-
أكملي
·
وبعد ذلك
الحديث بأسبوع رن رقم غريب على هاتفي ، أجبت بشكل طبيعي حتى أتى صوته ،لقد كان
يستفزني ذلك الحقير ، ويريد مبلغاً من المال مقابل أن يعيدَ لي صوري التي كانت
بحوزته مع أنها جميعها بالحجاب ولأتفادى ذلك ، وأُبعد ذلك المجنون عن طريقي ، قمت
بوضع صورتي في الحجاب على صفحتي على الفيس بوك وهكذا لن يستطيع استفزازي ولن يقول
أي شيء لأن صورتي منشورة أصلاً هُناك ، كلّمني مرةً أخرى ليحاولَ استفزازي من جديد
، إلا أنني لم أُجب ، وهكذا انتهت قصتي وانتهيتُ من ذلك المدعوّ مدحت .. ومنذ
أسبوعين فقط خرجت من عزلتي وعدت إلى حياتي الطبيعية
-
الحمدلله
أنكِ بخير ، خذي حذرك ، معظم الشباب يودون التسلية ليسَ أكثر .
·
حسناً
ميرا يجب أن أذهب حان وقت محاضرتي
-
إلى
اللقاء يا حلوه .
وما أن تركَتني حتى أخذتُ هاتفي واتصلتُ بإسراء
-
أينكِ يا
فتاة ؟؟
·
برفقة
مدحت .
-
حيناً
أُريد رؤيتك للضرورة القصوى ، أخبريه بأي عذرٍ وتعالي حالاً
·
أنا
قادمة .
جلستُ أنتظرها وبعدَ رُبع ساعة ، حضرتْ
إسراء
·
ماذا
هُناكَ ميرا ؟ أجلتُ موعداً مهماً مع مدحت لأجلك ..
-
اجلسي
سأُخبرك شيئاً مُهماً ..
وبدأتْ
ميرا تتلو الأحداث ، وإسراء تُبدي صدمتها كلما تحدثت ميرا أكثر .
وبعدَ
كلّ ذلكَ الحديث ،
·
نطقت
إسراء وما دليلك على ذلك ؟؟
-
هل أنت
مجنونة وبعد كل ذلك تريدينَ إثبات ؟؟
·
ربّما
صديقتك تكذب في ذلك .
-
ولكنني
أثقُ بها .. من المستحيل أن تكذب علي .
·
حسناً ،
أودّ رؤيتها إذاً .
-
إسراء
ماذا حدث لك ؟؟!!
·
أحبّه يا
ميرا .. كيفَ لي أن أُصدّق هذا الكلام وأتركه .
-
حسناً
سأتدبّر لقاءاً بينك وبين صديقتك ، أو حتى مُكالمة هاتفية ثم افترقتا .
في صبيحة اليوم التالي ، اتصلتُ بايمان ، وأخبرتُها عن الكلام بيني
وبين صديقتي إسراء ..
# حذّريها يا ميرا ، هذا الشاب مُخادع ، سوف يتركها بعدَ أن يحصل منها
على اي شيء ، بإمكانه استفزازها به .
-
هل
بإمكاني أن أطلبَ منكِ خدمة .
# نعم تفضلي ..
-
حدّثيها
أنتِ أرجوكِ ، فلم أشعر أنها اقتنعت بكلامي ، تُريد دليلاً فالحب أعمى قلبَها .
# حدّدي موعداً بيننا نحنُ الثلاثة ، لا مشكلة عندي لا أُريدُ أن
تتفاقمَ أمورها كمثلي .
-
حسناً
ايمان ، غداً الساعة الثانية ، في مطعم الجامعة .
# ان شاء الله .
اتصلتً بإسراء ، وقلتُ لها ..
أراكِ غداً الساعة الثانية في مطعم الجامعة
، ستحضرُ صديقتي لتخبرك القصة بنفسها .
كنتُ أنتظرُ الموعد بفارغ الصبر لكي أُنقذ
صديقتي ، في اليوم التالي توّجهتُ للمطعم ، كانت ايمان تنتظرني هناك ، جلستُ معها
، وفجأة ومن ورائها جاءت إسراء ، ولكن ليسَ لوحدها ، كان برفقة مدحت ، وقفتُ
سريعاً ..
لقدْ جُنّت اسراء بكل تأكيد !!
شاهَدت ايمان ملامح الصدمة على وجهي
والتفتت للخلف ، لم تُصدم ايمان كمثلي ، يبدو أنها تخلّصت من كلّ مشاعرها مع ذلك
الشاب ، وتجاوزت الأزمة .
أما مدحت ، فلقد كان في وضعٍ يُرثى لهُ ،
احتقنُ وجههُ بالدّماء ، وحاول أن يستأذن من إسراء ليُغادر ..
أمسكت إسراء بيده ثم أتت به إلى الطاولة ..
ولكي تُقنع ايمان صديقة ميرا بأن جميع ما
سمعته صحيح ، وقفت بكلّ شجاعة ونطقت .
# كيفَ حلك مدحت ؟؟
8 بخير شُكراً
·
هل
تعرفينه يا فتاة ؟
# نعم إنه صديقي أو
حبيبي القديم .. ألم تروي لها القصة مدحت ؟
·
ما هي
تلكَ القصة مدحت أخبرني
·
وبلا أي
كلمة تركَ مدحت يد اسراء وغادر .
جَلَسَت إسراء وعلامات الصدمة على وجهها ، ردّة فعل مدحت هي دليل على
أنه مذنب وعلى أن كلام ميرا صحيح .
قالت ايمان مخاطبةً إسراء ، الحمدلله أنك اكتشفتِ ذلكَ سريعاً ،
بالنسبة لي استغرقت وقتاً أطول ، حتى اكتشفتُ حقيقتة .
كانت الدموع تملؤُ عينيّ إسراء ، اقتَرَبَت منها ميرا لتُحاولَ
تهدأتها ، إلا أن إسراء استأذنت وغادرت .
في تلكَ الليلة ، لم أنَم وانا أُفكّر في اسراء وحالتها ولكنني على
يقين أنها فتاة قويّة وستتجاوزُ ذلك .
الجزء الثالث بعدَ غد بإذنه تعالى
تنويه : 1 ) الأسماء في القصة لا تمتّ للواقع بصلة ، ضربٌ من
الخيال .
2) شُكراً لزوجي الذي ساعدني
في بعض الأفكار .
3) ملاحظاتكم وآرائكم أستقبلها هُنا وعلى صفحة الفيس والبلس
، فلا تحرموني .
0 التعليقات:
إرسال تعليق