قصةٌ على لسانها !
في أحد الأيام الباردة ، وعندما كانت تتساقط قطرات المطر بكل هدوء ورقة ، كان هناك موعد مهم يجب أن أذهب إليه
الشوق في جولة تفقدية كالعادة على قلبي ، ونسمات الهواء تشعرني ببرد أكثر ، ومما زاد من بردي وتوتري
هو أنني سأراه للمرة الأولى بعد 18 سنه !!!
لم أره منذ ولادتي ولم أكن أعلم به ، تعرفت إليه وأنا في 17 عشرة من عمري ، وكونت معه صداقة قوية ، وبحسب ما لاحظته بأنه أحبني فعلاً وكان يهتم لأمري .
وأنا ! عنّي أنا !
أحببته من كل قلبي وتمنيت لو أنني كنت اعلم بوجوده منذ زمن بعيد ، لم يتوانى عن تقديم أي مساعدة لي ، كان أقرب إلي حتى من نفسي .
توجهت إلى ذلك المكان الذي اتفقنا عليه ، كنت أشعر ببعض الخوف والتوتر ، سأراه للمرة الأولى ، خائفةٌ حقاً
دخلت ذلك المطعم ، لأجده جالساً على أحدى الطاولات هناك ، وبجانب تلك الطاولة نافذة خلفها شجرة صغيره ، كان المطر يطرق تلك النافذة بكل حنان ، المنظرُ رائعٌ جداً ، أما عنه !! ، هوَ كما توقعته تماما ، شابٌ جميل ، طويلٌ ونحيف ، ابتسامةٌ جميلةٌ تعانقُ محيّاه دوماً ، كان يرتدي بلوزة برتقالية اللون ، خفيفة نوعاً ما بالرغم من البرد ، طرحتُ السلام عليه ثم جلست ، لا زلتُ أذكر حركاتي حينها ، لقد كنت في قمة الخجل والغباء ، كانت حركاتي الطفولية المعتادة تسيطر على كل شيء .
راقبت كل حركاته عن كثب ، كنت مستمتعة بذلك ، حتى أنني لم أتحدث كثيراً ، ربما لم يلاحظ أنني كنتُ أراقبه ، ولكنني كنت أراقب كل شيء ، حتى أنني راقبت الهواء من حوله ، وبعد انقضاء وقت الغداء ، حان وقت افتراقنا ، حينها بدأ الهواء يختفي شيئاً فشيئاً ، وبدأت الألوان تتغير ، بصراحة لا أذكر ماذا كانت مشاعري في تلك اللحظة ولكنني أذكر أنني شعرت بضيق كبير ، ضيق لا يمكن وصفه !!
ودعته وحاولت أن أخفي تلك الدموع التي تجمدت في مقلتي ،
غادرت المكان !!!
بكل سهولة نعم ؟؟ غادرت المكان !!! كنت أراقبه وهو يبتعد ، كنت سأصرخ مناديةً باسمه ليعود ، كنت فقط أريد أن أبقى معه !!
وهناك وبعد أن غادر ، وأنا أقف في ذلك الشارع الواسع ، والمطر ينهمر بشكل لطيف ، داهمتني دموعي ، كـ سجين حان موعد الإفراج عنه ، أو كطيرِ خرج من القفص .
وتلك ليست قصتي وحدي
هم كثُرٌ أولئك من نتمنى عند لقائهم أن لا نودعهم
كُثُرٌ من نحبهم بالرغم من أننا لم نكن نعرفهم طوال حياتنا
هم كُثُرٌ أولئك من جمعنا القدر بهم وجهاً لوجه مرةً واحدة !!
وربما كان أخاً أو أُختاً أو حتى صديق ، ربما حبيباً أو زوجاً أو زوجه
ربما وربما وربما !!
زهرة اللوتس
10:26 pm
27\10\2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق