شغَفُ أنثى
الجزء الأول
ولاء مخلوف
لم تكُن تمتلك من الحب الا القليل ولم تكن تود ارهاق قلبها بأي قصة حب
لأن مصيرها سيكون مثل غيرها وسيُحكم عليها بالفشل .
ميرا تلك الفتاة الجامعية ، تبلغُ من العمر 21 عاماً ، فتاة مُتزنة ،
تهتم بدروسها ولديها الكثير من العلاقات الاجتماعية .
لطالما نصحت صديقاتها بالكف عن مرافقة الشبان والاهتمام بدروسهن ، إلا
أنهنّ كانوا يرفضن الإصغاء إليها .
كلّما نظرت إليهنّ أشفقت عليهنّ ، إلا أنّه في الوقت ذاته كانت تشعرُ
بشيء ما في قلبها ، شعور تُحاول تشتيته والقضاء عليه بشتّى الطرق والوسائل ،
قَلبُها مُرهف وروحها تعشقُ الحياة !
عينانِ زرقاوان كما السماء ، شعرٌ أسود كالليل ، وخدود توسّدَ التفاح
الأحمر فيهما .
" جميلةٌ هيَ ورائعة "
أنهت يومها الجامعيّ وتوجهت للسكن ، تناولت الغداء وباشرت بإنهاء
فروضها الجامعية ..
رنّ هاتفها ..
- سمَر ..
يا أهلاً لم أسمع هذا الصوت منذُ زمن .
·
ههههههه
اشتقتُك ميرا ماذا أفعل .
- هههههه
سأُصدّقُ ذلك !
·
صدّقيني
وأنا في المدينة لأراكِ .
- أُصدّقُك
حسناً ، متى وأين ؟
·
سما شوب
الساعة السادسة مساءاً .
- أراكِ ،
إلى اللقاء .
أنهت فروضها الجامعية ، ارتدت ملابسها
وغادرت وما هيَ إلا دقائق حتى حضرت سمر
- ها أنتِ
يا فتاة ، كيفَ حالك ؟ وماذا تفعلين في المدينة لوحدك ؟
·
أتجول .
- أدري يا
غبية ولكن أهلُك ؟
·
أُنظري
جيّداً ميرا ألا تلاحظينَ تغيّر شيء .
- ممممم لا
ماذا تغيّر .
·
هههههه
لقد خُطبتُ منذ مُدّة وأنا هُنا مع خطيبي لنشتري بعضَ الأشياء ، وأخيراً سُمحَ لي
بالتنفُّس ولو قليلاً ، أعلم أنّك كنت تقصدين أهلي وتضييقهم علي ولكنّ ذلك أصبح من
الماضي .
- وأنا
آخرُ من يعلم !
·
لقد حدث
كلّ شيء بسرعة وأنا هُنا لأراك تحديداً لا تغضبي منّي .
- لا عليكِ
مُبارك يا حُلوه
جلسنا نُدردش لساعات ، مضى الوقت سريعاً حتّى رنّ هاتفها ..
" آلو .. نعم حبيبي ، أينَك ؟ هااا رأيتُك ..
كانت تنظرُ خلفي ثم وقفت وابتسامة مُشرقة تعانقُ محيّاها ..
" أهلاً وسَن "
وقفَ إلى جانبها ، كان شاباً يبلغُ الثلاثينَ من عمره تقريباً ، حسن
المنظر ويبدو عليه اللّطف .
هذه صديقتي التي حدثتُك عنها ميرا ، وهذا خطيبي وَسَن
# أهلاً بك ميرا كيفَ حالك
- بخير
الحمدلله وكيف هي صديقتي معك ؟
# هههههه إنها مشاغبة .
·
وسَن
حبيبي
# أمزَحُ حبيبتي
ودّعتُ سمر فقد تأخّر الوقت ، وعدتُ الى السكن .
الشتاء قد اقترب ، ولا شيء يستطيع تدفئة ميرا ككوبٍ من القهوة وحبة
شوكولا
جلستْ على نافذتها والمطر ينهمر في الخارج ، عانقت كوبَ القهوة
وارتشفت منه على مهل .
سرحَت في احلامها وطموحاتها ، ثُمّ باغتها النوم والدفءُ يُعانقها .
في الصباح غادرت ميرا منزلها إلى الحرم الجامعي ، شاهدت صديقتها إسراء
، أشارت لها من بعيد ثمّ اقتربت منها ..
- كيف حالك
؟
·
بخير
وأنتي ؟
- بخير
جاءَ صوتٌ من جانب إسراء
# هليو نحنُ هُنا
- عفواً
؟؟!
إسراء حرّكت يدها لتسكته .
·
مدحت
كُفّ عن ذلك
غَمَزت ميرا صديقتها اسراء وهيَ تعني بذلك " مَن هذا الشاب
"
أشارت لها بفهمها أنها ستحدثها عن ذلكَ لاحقاً ، ثُمّ غادرت إسراء هيَ
وذلك المدعوّ مدحت .
عندما
رأت ميرا مدحت أحسّت وكأنها رأته من قبل ، ذلكَ الشاب يشبه أحداً قد مرّ في يومٍ
ما على ذاكرتها ولكنها لم تُبالي بتلكَ الأوهام ، وعادت إلى السكن !
________________________________________________________________________
الجزء الثاني غداً بإذنه تعالى
تنويه : 1 ) الأسماء في القصة لا تمتّ للواقع بصلة ، ضربٌ من الخيال .
2) شُكراً لزوجي الذي ساعدني في بعض الأفكار .
3) ملاحظاتكم وآرائكم أستقبلها هُنا وعلى صفحة الفيس والبلس ، فلا تحرموني .
1 التعليقات:
بداية جميلة
مبارك ^_^
بانتضار الجزء ثاني
إرسال تعليق