كانتْ الأجواء هادئة نوعاً ما ، جلستُ لوحدي فاستمعتُ إلى حفيف الشجر ، ونسائم الهواء ..
إلى أيّ حدٍّ ضمّ الهواء أضلاعي ، فأجّجَ نارَ الشوق تارة ، وأعادَ انتعاشَ روحي تارةً أُخرى
الكلّ منهمكٌ بالحديث ، وأنا في عالمٍ آخر مع أفكارٍ أُخرى وشخوصٍ لا صلة لها بأرضِ الواقعْ ،
عالمي مختلفٌ تماماً عن ذلكَ الذي يتحدّثونَ عنه ، عالمي مميزٌ صاخبْ ، مُريعٌ صامتْ ..
عبَقُ اللوتس أصرّ على اقتحام الحدث ليشاركني في تلكَ الجلسةِ الشائكة فشعرتُ به يسري مع كلّ قطرةِ دمْ .. أحاطَ الهواء فلم يفرّق بينَ ذكرٍ أو أُنثى ، صادق أو كاذب ..
هوَ معهم جميعاً باختلاف ثقافاتهم ، علّهُ يستطيعُ رسمَ بسمةٍ نقية على وجهٍ حزين ، أو يُعيد الأملَ ليائس !
تمنيتُ لو كان بإمكانه زيارة سجنٍ ما ، فلربّما ينفذُ من بين عتمةِ الظلام ليُعانقَ عيونَ أسيرٍ طالَ انتظاره للفرج ،
وددتُ لو أنّهُ ذهبَ لأمٍ تعبتْ وسهرت الليالي ليكبرَ صغيرها ويصبح شاباً ، فنسيَ كل ذلكَ وهجرها عندَ الكبر ..
تسائلتُ لو أن بإمكاني التسلُلَ إلى من يجتاحهُ الألم لأمُدّهُ بعطرٍ يُعيد سكونَ النفس بفنٍ وإتقان ،
ولكنْ .. لكلٍّ عالمه ، بأحداث مختلفة ، تفاصيل مُتفرعة ، وحكاياتٍ لا تنتهي
كـ حكايات روح "
0 التعليقات:
إرسال تعليق