جلسَ وحيداً كما اعتادْ .. ومئاتُ الأفكار تعصفُ في رأسه ، وخيالُ أحدهم لم يفتء يزوره في كل حين ..
لمحَ شيئاً قد تجمّعَ عليه الغبار ،، ليختفي لونه الوردي ويُصبح لوناً سكنيّاً لا علاقة له بالحياة تماما كروحه ..
انتفضَ من مكانه وتوجّه إليه ، ألبوم الصور هذا يعودُ لـ خمسة وعشرين عاماً .. منذُ أن عرفها ، ومنذُ أن تزوجا ،
حضنهُ بقوة ، وأزال عنه غبار السنين ، وبلمساته تلكَ كأنه يحاول أن يعيدَ شيئاً من القوة لنفسه ، وكأنه يواسي الكون ، أو الكون يواسيه ..!
فتحَ الألبوم وبدأ بتصفح الصور .. كم كانَ يحبّها ، لقد كانَ يشعرُ معها بمتعة الحياة ، كانا سويّاً في كافة اللحظات ، وأنجبا طفلةً أشبه بالملاك ، كبُرا سوياً ، ومرتْ الأيام ، وكبُرت الطفلة ، لتصبح غيمة ماطرة من السعادة ..
كانَ هذا هو التسلسل الذي يراه في الألبوم وفي لحظة ما ، اختفت تلكَ الجميلة من هُناك ، كما اختفت من حياته بصمت ..
لم يتبقى من تلكَ الصور ، إلا ذكريات تُأجج الشوقَ في قلبه الذي امتلئ بالحب لامرأة واحدة
وتلكَ الطفلة التي تحملُ كثيراً من ملامح زوجته التي توفيتْ منذ سنة ..!
0 التعليقات:
إرسال تعليق