في مكان ما ، مكانٍ مليء بالمآسي والآهات
هُناكَ حيث نسوا آبائهم وأمهاتهم ، فوضعوهم في ملاجئ لا ترى نورَ الشمس إلا قليلاً
في أماكن مفتوحة مُغلقة ، مظلمة مضيئة ، هادئة صامتة مريبة مخيفة ..!
تزورهم العصافيرُ فقط وبعضٌ منّا
هُناكَ اجتمعت القصص والحكايات ، واختلفت الروايات ، وكم من الحزن تَقرأُ في أعينهم وهم يروون قصصهم ..
فهذا يحاول أن يبيّن لنا أن ابنه لم يتركه ولكنه انشغل بأمور الحياة
وتلكَ ما زالَ لديها أمل بأن ابنها سيأتي يوماً ما ليأخذها من ذلك المكان
ولكنهم يحلمون ، يتأملون ، ويتمنون ..
لا زلتُ أذكر إحداهم .. في إحدى المرات اعتقدتْ بأنني حفيدتها ، ولذلك اضطررتُ أن أقومَ بتمثيل ذلك الدور ، جلست لمدة ساعة تسألني عن أحوال ابنها وأخواتي ، حينها دمعتْ عيناي وأخفيتُ دمعةً مقهورة كادت تكشفُ كذبتي ..
أُخرى كانت تشكي بأن الله لم يرزقها ولداً أو بنتاً فكانَ من مسؤوليتنا وواجبنا إقناعها بأننا أبنائها ، ومرةً أُخرى قمنا بالتمثيل ، فدمعتْ أعينهم وأعيننا ..!
وثالثةٌ كانت تُدعى " شفاء " انتقلت إلى رحمة الله منذُ فترة ، عانتْ آلاماً لا يعلمُ بها إلى الله وحده ..
والأخيرة " كاملة "
منذُ يومين انتقلتْ إلى رحمة الله ، تُوفيت كاملة ، ومن الحب لها في قلبي الكثير ، تلكَ من كانت دوماً تتذكر شكلي ولكنها لطالما نسَت اسمي فكنت أضحك وأُخبرها باسمي ..
منذُ أسبوع ونصف ، وهي المرة الأخيرة التي رأيتُ فيها كاملة ، دعت لي كثيراً .. وأخبرتها بأن تخرجي من الجامعة بات وشيكاً ، قلتُ لها .. سآتي إلى هُنا وأُحضرُ لك " شكولاته " فضحكت وقالت " ليش أنا متل الصغار " !!
قلتُ لها سآتي لكِ بأي شيء تطلبينه ، فقالت لي تعالي فقط ، ثم دعتْ لي بأن يُكمل الله فرحتي بتخرجي ويُرسل لي " صاحبَ النصيب " على حسب أقوالها ، ضحكتُ حينها ضحكةً رنّانة ، وضحكتْ هي الأُخرى كثيراً
.. وها أنا لن آتي ،، ولن أراها ، ولن تشاركني فرحة تخرجي "
سوفَ يبقون في القلب دوماً
إلى الأبد ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق