تأخرَ غياب رفيقُ الروح ذاك ، فقررت أخيراً أن تكتبَ إليه لتطمئنَ عن أحواله ..
حملتْ الورقة والقلم وبدأت ..،
" عزيزي والغالي على قلبي ، أعلمُ جيّداً أنه قد مرّ وقتٌ طويل منذ أن تحدّثنا آخر مرة ، لن أسأل إن كنتَ قد تذكرتني في الأيام الماضية أو لا ، لأن هذا من شانك ، ولن أسألكَ أيضاً إن كنتَ قد دعوتَ لي في ظهر الغيب كما كان عهدنا ..
كلّ ما أودّ قوله أنني شعرتُ بالوحدة في غيابك ، كثيراً ما كنتُ ألتجئ إلى كتاباتك وكلامك ، فتدمعُ عيناي ويسيطرُ عليّ داء الحنين والشوق ، ولطالما تسائلتُ عن أحوالك ، فكانَت أوضاعك تشغل تفكيري ، وكثيراً ما كنتُ أشعرُ بالقلق عليك ، مع أنكَ تستطيعُ تدبّر أمورك ، ولكنني كما أنا فاعذرني ..
حدثتْ الكثيرُ من الأمور في غيابك ، وجميعها كانت تحتاجُ لتواجدك ، بحثتُ عنكَ كثيراً ضمنَ أوراقي المبعثرة ولكنني لم أجد سوى ذكرياتك وبعضاً من كلامك ،
غير غاضبة منك فظروفك لم تعد كما كانت ..!
طوال فترة غيابك الماضية المستمرة ، كانتْ العديد من الأسئلة والأفكار تقرعُ رأسي ، فأُشتتها بأن أُقنعَ نفسي بأنّك لن تفعلها أبداً ..!
ومن تلكَ الأفكار المُزعجة ، فكرة مضمونها يكمنُ في تخليكَ عنّي أو نسياني ، صدقني لا أجدُ مبرراً ولا تفسيراً لابتعادكَ هذا مع أنني حاولتْ ..
لا أُريدُ شيئاً منك ، فقط إعتني بنفسك جيّداً
وثقْ بأنني أدعو لكَ بالخير .
أُحبّكْ ..
_____
أنهتْ الرسالةَ بكلماتها تلك ، كانتْ تكتبُ والدموع تترقرقُ في عينيها وتتسابقُ على عجل ، وحينَ أغلقتْ الرسالة ، تعثرتْ دمعةُ على المغلف ،
علّهُ يلاحظُها ..!!
2 التعليقات:
يبدو أنني غبتُ مطوّلاً ..
عُدتُ وكلّي شغفٌ لقراءة جديد عبقكِ أيتها الزهرة والظاهرُ أنني وجدتُ مبتغاي :)
رائع عزيزتي ... رويتِ شوقي لكلماتكِ بشكلٍ رائع
دُمتِ ودامت شذراتُك
@مَلَاذ
أهلاً بعودتك ملاذ ، سعيدةٌ جداً وجداً لأنك ارتويتِ ، لك كل الحبّ :)
إرسال تعليق