19‏/08‏/2011

محاولةٌ بائسةٌ لكشف المجهول



بعد وقت طويل مضى ، وبعد طول انتظارٍ لذلك القلم المرميّ بإهمال على طاولتي ، قررت أن أكتب شيئاً ما ،،

بعد تلك العواصف الهوجاء التي سيطرت على داخلي ، وبرق نفسي ورعدها قررت أن أكتب ،،

ليسَ بموضوع جديد بل هوَ موضوع قديم جديد و جديد قديم

قررت أن أُخاطبها بعدَ وقتٍ يقدّر بملايين السنين ، بعدَ أن جفّ عطرها ، ومات لونها ، وتيبّست عروقها "

ذهبت إلى نفس المكان الذي وجدتها فيه سابقاً ، أذكرُ أنه كان مكاناً جميل ، تملؤه العصافير والزهور ، وجدولٌ يسير في هدوء في وسط المكان ، فراشاتٌ متعددةُ الألوان ، وشجرةٌ شامخةٌ بشموخ جبال نابلس ، [ جرزيم وعيبال ] .

أيُّ جمال بعد ذلك الجمال ، وأيُّ صفاء ونقاء يفوق نقاء وصفاء جدول الماء ذاك ، الذي يتعانق مع أشعة الشمس ليتلألأ ويشع جمالاً فوقَ جمال . ،

لمعَ طيفها فجأة فأضفى رائحةً وهدوءاً على روحي وكياني ، وكأنها بريقُ الأمل الذي يتمسك به السجين ، أو ذلك النور الخافت المتسلل إلى زنزانته ، أو أنه مطرٌ ينعش الأرضَ ويبعث فيها الحياة ويحثها على إخراج طيّباتها ،،

رويداً رويداً !! وبهدوء ، وباختلاس نظرٍ وحبسٍ للأنفاس

بخفةٍ ورشاقة ، وببراعةٍ لا تضاهى ،

تسللتُ إلى مكانها !

نظرتُ اليها !

أتعبني شكلها ، وأصابني بصدمةٍ كبيرة ، كانت بشكل آخر ، شكلٍ مختلف هذه المرة .

وكأن المياه قد تجمّدت في عروقها ، أو أصابها وباءٌ قد نال منها ،

أو ربّما كانت الشمس قويةً إلى درجة أحرقتها ونالت منها ،

اقتربت أكثر ، أردت مخاطبتها ولكن ربّما نسيتُ لغتها ، كنتُ خائفة جداً أن أخفق في التحدث معها ،

أصبحت أمامها ، شعاعٌ من الشمس عكسته فصافح وجهي ، أغمضت عيناي ثمّ !!

سمعتُ صوتها "

مال بالك زهرتي ، ،  أخبريني يا من أستمدُّ قوّتي منكِ "،

صمتٌ عمّ في الأجواء ثمّ جاء الجواب أخيراً : " كنتُ أظنُّ أنكِ لن تبتعدي عنّي كل تلكَ الفترة ، ولكنّك غادرتِ وغادرت النجوم معك ، "

ألمٌ ألمّ بي عند سماعها ، وكأن سهاماً قد انهالت على جسدي فأرهقته وأعيته ،،

" نجومي يا زهرة ، ألا  زلتِ تذكرينها "

لا أنكر أنني أفتقدها مثلك بل وأكثر ، أحنّ لها مثلك وأكثر ، أحتاجها مثلك بل وأكثر  .. ،

" اصمدي عزيزتي ستعودُ يوماً ما " ستعود ويعود الأمل معها ، ستعودُ ويزهر الربيع ، ستعودُ ويعودُ كل شيء جميل ،

ستعودُ وتعودين إلى جمالك ، حيويتك ، ستعودُ لك رائحتك الزكية ، سيعود لونك الورديّ يعانق أوراقك ، وستعود أشعة الشمس لمصافحتك !!

تركتها ضمن وعود العودة ،

تركتها على أمل اللقاء بها قريباً ولكن وهي في حالٍ أفضل

تركتها وغادرتُ من حيث أتيت ،، !

زهرة اللوتس
8:29 pm
7\3\2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق