بعد وقت طويل مضى ، وبعد طول انتظارٍ لذلك القلم المرميّ بإهمال على طاولتي ، قررت أن أكتب شيئاً ما ،،
بعد تلك العواصف الهوجاء التي سيطرت على داخلي ، وبرق نفسي ورعدها قررت أن أكتب ،،
ليسَ بموضوع جديد بل هوَ موضوع قديم جديد و جديد قديم
قررت أن أُخاطبها بعدَ وقتٍ يقدّر بملايين السنين ، بعدَ أن جفّ عطرها ، ومات لونها ، وتيبّست عروقها "
ذهبت إلى نفس المكان الذي وجدتها فيه سابقاً ، أذكرُ أنه كان مكاناً جميل ، تملؤه العصافير والزهور ، وجدولٌ يسير في هدوء في وسط المكان ، فراشاتٌ متعددةُ الألوان ، وشجرةٌ شامخةٌ بشموخ جبال نابلس ، [ جرزيم وعيبال ] .
أيُّ جمال بعد ذلك الجمال ، وأيُّ صفاء ونقاء يفوق نقاء وصفاء جدول الماء ذاك ، الذي يتعانق مع أشعة الشمس ليتلألأ ويشع جمالاً فوقَ جمال . ،
لمعَ طيفها فجأة فأضفى رائحةً وهدوءاً على روحي وكياني ، وكأنها بريقُ الأمل الذي يتمسك به السجين ، أو ذلك النور الخافت المتسلل إلى زنزانته ، أو أنه مطرٌ ينعش الأرضَ ويبعث فيها الحياة ويحثها على إخراج طيّباتها ،،
رويداً رويداً !! وبهدوء ، وباختلاس نظرٍ وحبسٍ للأنفاس
بخفةٍ ورشاقة ، وببراعةٍ لا تضاهى ،
تسللتُ إلى مكانها !
نظرتُ اليها !
أتعبني شكلها ، وأصابني بصدمةٍ كبيرة ، كانت بشكل آخر ، شكلٍ مختلف هذه المرة .
وكأن المياه قد تجمّدت في عروقها ، أو أصابها وباءٌ قد نال منها ،
أو ربّما كانت الشمس قويةً إلى درجة أحرقتها ونالت منها ،
اقتربت أكثر ، أردت مخاطبتها ولكن ربّما نسيتُ لغتها ، كنتُ خائفة جداً أن أخفق في التحدث معها ،
أصبحت أمامها ، شعاعٌ من الشمس عكسته فصافح وجهي ، أغمضت عيناي ثمّ !!
سمعتُ صوتها "
مال بالك زهرتي ، ، أخبريني يا من أستمدُّ قوّتي منكِ "،
صمتٌ عمّ في الأجواء ثمّ جاء الجواب أخيراً : " كنتُ أظنُّ أنكِ لن تبتعدي عنّي كل تلكَ الفترة ، ولكنّك غادرتِ وغادرت النجوم معك ، "
ألمٌ ألمّ بي عند سماعها ، وكأن سهاماً قد انهالت على جسدي فأرهقته وأعيته ،،
" نجومي يا زهرة ، ألا زلتِ تذكرينها "
لا أنكر أنني أفتقدها مثلك بل وأكثر ، أحنّ لها مثلك وأكثر ، أحتاجها مثلك بل وأكثر .. ،
" اصمدي عزيزتي ستعودُ يوماً ما " ستعود ويعود الأمل معها ، ستعودُ ويزهر الربيع ، ستعودُ ويعودُ كل شيء جميل ،
ستعودُ وتعودين إلى جمالك ، حيويتك ، ستعودُ لك رائحتك الزكية ، سيعود لونك الورديّ يعانق أوراقك ، وستعود أشعة الشمس لمصافحتك !!
تركتها ضمن وعود العودة ،
تركتها على أمل اللقاء بها قريباً ولكن وهي في حالٍ أفضل
تركتها وغادرتُ من حيث أتيت ،، !
زهرة اللوتس
8:29 pm
7\3\2011
0 التعليقات:
إرسال تعليق