زيارة سريعة بطعم الطفولة !!
كانت تجلس في تلك الزاوية بكل هدوء ,, وكأن طاقتها قد تلاشت ,, والنعاس بدأ يغلبها بعد أن كانت تقاومه ,, قررت أن أذهب في زيارة سريعة لها ,, لأتفقد أحوالها ,, وأستفسر عن سبب هدوئها الغير معتاد !!
بخطوات مثقلة ذهبت إليها ,, وكأنني لا أريد أن أراها !! مع أنني كنت اشعر بالقلق عليها ,, ولكنني كنت خائفة أن يكون حالها هذا بسببي ,, طرقت الباب بكل خفة ,, تحركت من تلك الزاوية قادمة نحوي ,, تراجعت قليلاً ,, استمرت بالتقدم وكأن طاقتها عادت اليها ,, كرٌّ وفرٌّ كان هناك ,, لقد توقفت انا أخيراً ولكن ليس بإرادتي ,, كان يوجد خلفي جدار صلب جدّاً أجبرني على التوقف ,, أصبحت أقف أمامها وجهاً لوجه ,, ابتسامة بريئة ارتسمت على شفاهها ,, اقتربت أكثر لتمسك بيدي وكأنها تستغيث ,, أكثر فأكثر حتى أصبحت بين أحضاني ,, عجباً لك أيتها الطفلة ماذا تريدين !!
لم أدري ماذا أقول ,, وكأن شيئاً قد سلب الكلمات منّي ,, نطقت هي أخيراً ,, أين كنتي ؟؟ لقد تأخرتي ,, انتظرتك كثيراً ,, لقد وعدتني بأنك لن تتخلي عني ,, وها أنت تركتني ها هنا ,, حاولت أن أسكن في غيرك ولكن لم يتقبلني أحد ,, أنت الوحيدة التي استطاعت احتوائي ,, أكملت كلامها ثم بدأت بالبكاء !!
شيءٌ من الذهول اعترى وجهي ,, وتغيرت تعابيري ,, هل فعلاً تركتها لوحدها !! ما العمل الآن ,, إنها تبكي وبكل تألم ,, لا أستطيع رؤيتها هكذا ,, وكأن كل دمعة منها تحمل خنجراً غليظاً يقطع قلبي !! استطعت أن أتخلص من حالة الذهول واللاوعي التي اصابتني ,, تحركت يداي أخيراً ,, توقفي لا تبكي ,, لن أتركك مجدداً ولن تذهبي لغيري ,, اقتربت منها أكثر ,, أزلت دموعها بيداي ,, وعانقت عيناها عيناي ,, ثم اقتربت أكثر فأكثر لأحملها وأضمها بالقرب من قلبي ,, لم يكن منها إلا أن ضغطت على اصابع يدي ,, وكأنها تريد أن تتاكد من ذلك الوضع وأنني فعلاً هنا ,, فأجبتها أنا هنا اهدئي واسترخي قليلاً ولتذهبي للنوم وأنتي بين يداي ,, فغداً ينتظرك يوم مليء باللعب والمرح ,,
إهداء لكل من يحمل معنى الطفولة في قلبه ,,, لا تتخلوا عن مشاعر الطفولة الجميلة مهما بلغتم من العمر
زهرة اللوتس
2:00 pm
11\3\2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق