18‏/08‏/2011

رحلةٌ في جوٍ ماطر !!



بدأت المحاضرة الأولى بالرغم من البرد الشديد .. برد قارص والمطر يتساقط بغزارة .. ولكن المحاضرة تستمر والشرح مطول ويستمر .. تشتت نظرات جميع من في القاعة .. لتستقر أخيرا على تلك النافذة حيث يهطل المطر وتتراقص الأشجار !!

سرحت كثيراً .. تخيلت لو أنني تحت ذلك المطر .. ألعب بقطراته وتنعشني حبيباته .. الأرض ترتدي ثوباً أخضراً مكللا ببعض البقع البيضاء .. كبرت حبات المطر لتصبح حبيبات بيضاء .. رعد وبرق وعواصف .. روحي في الخارج تقفز تحت المطر .. مشاعر كثيرة تراودني .. فرح وطرب وجمال

أزعجني صوت أحدهم وهو ينظر إلينا قائلاً : ما رأيكم لو تذهبوا للعب بالمطر في الخارج !! إنه الدكتور ولكن من أين جاء فلقد نسيت أمره بالأساس .. أعجبتني فكرته وكنت سأطبقها إلا أنني كبحت رغبتي وصبرت أخيراً إلى أن انتهت المحاضرة .. ها أنا حرة الآن .. لن يستطيع أحد ردعي من الذهاب لحبيبي .. أطير إلى النافذة الأشجار تتراقص .. والأرض تعزف أجمل الألحان .. الرياح شديدة .. والمطر ما زال يهطل .. رأيت الكثير من الوجوه بعضهم يشعر بالذعر والبعض الآخر كان فرحاً مثلي .. فسلموا أرواحهم لذلك المطر الرقيق ليغسل ذنوبهم وهمومهم وأحزانهم .. ذكريات جميلة راودتني وأنا ألمس ذلك المطر .. فتذكرت طفولتي وأياماً ماضية ..

حان وقت عودتي للمنزل .. انطلقت لخارج جامعتي .. ولكن !! خطرت لي أفكار كثيرة .. كانت أخطرها .. أن أنطلق مشياً على الأقدام !! قلت لصديقتي هيا لنعود للبيت مشياً على الأقدام ( مجنونة معقول ) أجبتها قائلة : (جربيني وشوفي ) وفعلاً انطلقنا إلى مركز المدينة مشياً على الأقدام .. كانت مغامرات رهيبة لهذا اليوم ..


جميل هو بكل الأحوال .. فالجبال والأشجار والأرض تحبه ..  وتلك الزهرة التي تسمى باللوتس تحبه أيضاً .. فهو يشعرها بالحب والحنان .. يعيدها إلى طفولتها .. ينعشها ويبعث الحياة فيها ..

فماذا فعل بكم المطر يا قرّاء أسطري !!!

زهرة اللوتس
9:49 am
4\2\2010

0 التعليقات:

إرسال تعليق