06‏/09‏/2011

ذبُلت زهرتي "|


ذبلت زهرتي ~
 

بينما أنا تائهة في عالمي الخاص ، أجوب الطرقات بحثاً عن المفقود وبحثاً عن الذكريات الجميلة ،
وجدت زهرتي في أحد الزوايا ملقاةً بكل إهمال ويبدو الإنهاك والتعب ظاهراً عليها ، شككت في أمرها فلم أكن أصدق عيناي حينذاك ،
اقتربت قليلاً علّني أكون مخطئةً وحالها غير الذي أراه ، ولكن تبين لي العكس .
كانت تبدو كفريسة انقض عليها النسر فمزّقها ،
أو كطائرةٍ ورقية نالت العواصف منها فدمرتها ،
كعصفورة فقدت جناحيها في عملية إنقاذ لأحد صغارها ، كأرض بلا مطر وشجرة بلا ثمر
عزيزة أنت على قلبي أيتها الزهرة ، حبيبة أنت لروحي وكياني ، غالية على عيوني ...
كانت بتلاتها في السابق تحمل لوناً قرمزياً يروي الكثير من القصص والحكايات ، وأوراقها تحمل لوناً أخضراً يحتاج للكثير من الاهتمام ،
ولكن يبدو أن كل شيء قد اختلف الآن فما عدت أرى لوناً قرمزياً ولا أخضرا ، حملتها بهدوء وروية واتجهت بها إلى أحد
أنحاء قلبي الذي لا يزال يحمل القليل من النور بعد أن أظلم جزء كبير منه ، وضعتها في ذلك المكان حيث النور القليل
الذي ربما يكون مفيداً لها ، واتجهت لأجلب القليل من الماء !
ولكن كان هناك خبرٌ كنت أتمنى أن لا يكون صحيحاً " فقدان للماء في عالمي ! "
فمن أين لي بماءٍ لري زهرتي اللوتسية تلك ؟؟!
بعد بحث مضني وجدت القليل منه فحملته بكلتا يداي وعدتُ إليها ، صببته عليها شيئاً فشيئاً ، توقعت أن تتحرك قليلاً بعد تلك الجرعة ولكن
يبدو أنها لم تكن كافية ، فما العمل !!
أفكارٌ جنونية كانت تتراءى أمام عيناي في تلك اللحظات ،

"
دمي "
أعلم أنك غالٍ عليّ جدا ولكن اعذرني فهي تحتاجك ، فربما ستنبض عروقها بالجمال من جديد ،
لم أكن أحتاج لشيء حاد لأجرح قلبي فلآلام كفيلة بذلك !
جرعة من الدماء ذهبت لزهرتي تلك ، دمائي أصبحت تجري في عروقها وتعانق أوراقها وتنبض في بتلاتها ، بعضُ رونقها قد عاد اليها ،
فـ بتلاتها استعادت من جديد لونها القرمزي ولكن هذه المرة من دمائي !
ولكن ما هي الا لحظات وقد عادت زهرتي إلى حالها ، وكأنها لا تريد الحياة ،
ما بك يا زهرتي تعشقين الذبول ،
أتتركينني وحيدة أجول بغربتي وسط أهلي ! أتتركينني وحيدة أتجرع مرارة الفراق وحدي ، أتتركينني رهينة للصمت للأحزان
رفقاً بحالي أرجوكِ !
تعبت من الكلام ، وبدأ الهواء يختفي شيئاً فشيئا ثم انهالت دموعي كسيل عارم قادر على تحطيم كل شيء
قد يئست من حالها فقررت أن أتركها هكذا
أسيرة لصمتها ، حبيسة لأوهامها وأحلامها ، منتظرةً
نُجومها

زهرة اللوتس
20|9|2010
10:07 pm

0 التعليقات:

إرسال تعليق